Ticker

6/random/ticker-posts

حورية الجمل - Houriya Al-Jamal : ريشة تكتب وقلب يروي.. مسيرة إبداعية متفردة

 


في المشهد الأدبي والفني، تبرز بعض الأصوات التي لا تكتفي بمسار واحد، بل تنسج من شغفها خيوطًا متعددة لتبدع في أكثر من فن، الفنانة والكاتبة حورية الجمل هي إحدى هذه الشخصيات الملهمة، التي أثبتت أن الإبداع لا يعرف حدودًا، وأن الريشة والقلم يمكن أن يتراقصا معًا ليرويا قصصًا تلامس الروح وتثير الفكر.


حورية الجمل، بريشتها المرهفة وكلماتها العميقة، قدمت حتى الآن عملين أدبيين يعكسان موهبتها المتفردة وقدرتها على الغوص في أعماق النفس البشرية والموضوعات الوجودية.


يأتي عملها الأول، "جاد" ليأخذنا في رحلة إلى عالم يمزج بين الواقع والخيال، حيث تُبرز حورية قدرتها على بناء شخصيات معقدة ونسج أحداث تظل عالقة في ذهن القارئ، "جاد" ليس مجرد رواية أو قصة، بل هو تجربة حسية وفكرية تدعونا للتأمل في مفاهيم الذات والعلاقات الإنسانية.


أما عملها الثاني، "الموت لا يأخذ الغافلين"، فيمثل نقلة نوعية في طرح حورية الجمل لموضوعات أكثر عمقًا وفلسفة، العنوان نفسه يحمل في طياته دلالة على الدعوة إلى اليقظة والتأمل في الحياة والموت، ليس من منظور تشاؤمي، بل كدعوة لعيش اللحظة وإدراك قيمة الوجود، بهذا العمل، تؤكد حورية الجمل على جرأتها في تناول الموضوعات الشائكة بأسلوبها الخاص الذي يجمع بين الشاعرية والواقعية.



ولأن الإبداع لا يتوقف، أعلنت حورية الجمل مؤخرًا عن عملها الثالث بالتعاون مع "دار لغة"، هذا الإعلان يثير ترقبًا كبيرًا لدى محبي أعمالها، ويتساءل الكثيرون عن طبيعة هذا العمل الجديد، وهل سيواصل الغوص في عوالم "جاد" و"الموت لا يأخذ الغافلين"، أم أنه سيقدم لنا وجهًا آخر من وجوه حورية الجمل الإبداعية؟


الشراكة مع "دار لغة" تشير إلى خطوة مهمة في مسيرة حورية، وتؤكد على مكانتها المتنامية في الساحة الأدبية. فـ"دار لغة" معروفة باهتمامها بالأعمال الأدبية المتميزة التي تثري المشهد الثقافي.


ما يميز مسيرة حورية الجمل بشكل خاص هو هذا التناغم الفريد بين موهبتها ككاتبة وقدرتها كرسامة، فالكثير من الفنانين يجدون في الرسم وسيلة للتعبير عن ما لا تستطيع الكلمات وصفه، وفي المقابل يجد الكتاب ضالتهم في صياغة الأفكار والمشاعر باللغة. 


لكن حورية الجمل تبرهن على أن هاتين الأداتين، الريشة والقلم، يمكن أن تتكاملان لتقديم تجربة فنية وأدبية أثرى وأعمق. فهل تتجلى رسوماتها في أعمالها الأدبية، أم أن كل فن يعبر عن جانب مختلف من روحها الخلاقة؟ هذا ما نلمسه في أعمالها وما يجعلها شخصية تستحق المتبع والمشاهدة.


إن حورية الجمل ليست مجرد كاتبة أو رسامة، بل هي مبدعة شاملة، تواصل إثراء الساحة الثقافية بأعمالها التي تدعو للتأمل والتفكير، وتثبت أن الفن، بكل أشكاله، هو مرآة تعكس الروح البشرية في أعمق صورها.