في ثالث أيام مهرجان بورسعيد السينمائي الدولي، خطف فيلم "ريزيس – الجذور" أنظار الحضور، بعدما قدّم رحلة بصرية وإنسانية عن تاريخ الجالية اليونانية في مصر، وعلاقتها الخاصة بمدينة بورسعيد. الفيلم جاء بتعاون جماعي بين أحمد زين الدين (فكرة)، علياء الدسوقي (كتابة)، عمرو نوار وعبدالقادر علام (تصوير وإخراج)، وعبدالقادر علام (مونتاج).
الندوة التي أعقبت العرض، وأدارها المخرج أحمد رشوان بحضور القنصل اليوناني وعدد من النقاد والفنانين، تحولت إلى مساحة للحوار حول الانتماء والذاكرة. رشوان أثنى على الفيلم واقترح تحويل التجربة إلى عمل طويل يروي بتفصيل أكبر حكايات الشخصيات التي ظهرت أمام الكاميرا.
الكاتبة علياء الدسوقي أوضحت أن الدافع وراء الفيلم هو البحث عن معنى الانتماء، حيث يقف الشباب المصري على عتبة الهجرة، فيما يحتفظ أفراد من الجالية اليونانية بارتباط وجداني عميق بمصر، إلى حد الرغبة في العودة إليها والدفن في أرضها.
أما أحمد زين الدين فأعاد الحضور إلى جذور القصة، مذكرًا بأن آلاف العمال من جزيرة "كاسوس" ساعدوا في حفر قناة السويس، وأن علاقتهم بالمدينة امتدت جيلاً بعد جيل.
بينما كشف المخرج عمرو نوار عن الصعوبات التي واجهتهم في التصوير، وأبرزها جمع أبناء الجالية في مكان واحد، مشيرًا إلى أن المشروع بدأ كتقرير قصير ثم تحوّل إلى فيلم متكامل. وأضاف: "نخطط حاليًا لفيلم جديد عن الجالية اليونانية في الإسكندرية، ونفكر في توثيق قصص جاليات أخرى ارتبطت بمصر".
هكذا خرج "ريزيس" من حدود الشاشة ليصبح شهادة حيّة على الحنين والوفاء، وجسرًا بين الماضي والحاضر في مدينة شكلت بذاكرتها فسيفساء إنسانية فريدة.
تابعنا علي وسائل التواصل الاجتماعي