بعد سنوات طويلة من الغربة والعمل في كبرى المستشفيات الألمانية والأوروبية، بدأ عدد من الأطباء الألمان من أصل مصري في العودة إلى وطنهم الأم، حاملين معهم خبرات واسعة اكتسبوها في الخارج. هؤلاء الأطباء لم يكتفوا بالنجاح الشخصي، بل آمنوا أن مصر تستحق أن تستفيد من تلك الخبرات وأن يكونوا جزءًا من عملية النهوض بالقطاع الصحي.
المبادرة التي أطلقوها تهدف إلى لمّ شمل “الطيور المهاجرة” من أبناء المهنة المنتشرين في أوروبا والعالم، وتشجيعهم على العودة أو على الأقل المساهمة بشكل مباشر في تطوير المنظومة الصحية المصرية. ويأتي ذلك من خلال التدريب، ونقل التكنولوجيا الطبية الحديثة، وإدخال بروتوكولات علاجية متقدمة تضاهي المعايير الأوروبية.
الأطباء المشاركون في المبادرة يمتلكون خبرة واسعة في مجالات متنوعة مثل جراحات العمود الفقري الدقيقة، جراحات المخ والأعصاب، زراعة المفاصل، طب الأطفال المتخصص، الجراحات التنظيرية، وعلاج إصابات الملاعب. كما عملوا لسنوات مع أحدث تقنيات الطب مثل الروبوتات الجراحية، أنظمة الملاحة الطبية، وأجهزة التشخيص المبكر. هذه الخبرات يمكن أن تشكل إضافة كبيرة للقطاع الصحي في مصر إذا ما تم استثمارها بالشكل الأمثل.
المبادرة لا تتوقف عند حدود العمليات الجراحية أو التشخيص، بل تسعى أيضًا إلى:
• تدريب الأطباء الشباب وطلاب كليات الطب عبر ورش عمل ودورات متخصصة.
• تأسيس مراكز طبية متقدمة في مصر تقدم خدمات بمعايير أوروبية.
• تعزيز التعاون الدولي من خلال بروتوكولات تعاون مع المستشفيات والجامعات الألمانية.
• فتح الباب أمام السياحة العلاجية وجعل مصر وجهة للمرضى من المنطقة العربية وأفريقيا.
الدكتور أحمد بسيم، استشاري جراحة العمود الفقري في ألمانيا وأحد مؤسسي هذه المبادرة، أوضح أن الهدف الأساسي هو “إعادة العقول المهاجرة لتضع خبراتها في خدمة مصر، ورد الجميل للوطن الذي نحمله دائمًا في قلوبنا”.
اليوم، ومع تزايد التحديات في القطاع الصحي المصري، تبدو هذه المبادرة بمثابة خطوة استراتيجية نحو بناء منظومة صحية أكثر قوة، قائمة على الدمج بين خبرة الأطباء في الخارج واحتياجات المرضى في الداخل. إنها رسالة أمل بأن الطيور المهاجرة يمكن أن تعود لتبني مستقبلًا أفضل لبلدها.
تابعنا علي وسائل التواصل الاجتماعي