في عالم يموج بالضجيج وردود الأفعال المتسرّعة
تدعو د. نهاد عياد الكاتبة الدولية والمدرب الدولي المعتمد في التنمية البشرية والوعي النفسي
إلى التوقف قليلًا والاستماع إلى المساحة الزمنية التي يختلي فيها الإنسان بنفسه مبتعدًا عن ردود الأفعال مهما كان الضجيج من حوله
هذا ما أسمته د. نهاد " الهدوء الثوري"
وهو البصمة الأولى ضمن سلسلة بصماتها التي أطلقتها من خلال مبادرتها في التنمية البشرية وتطوير الذات "بصمة نهاد"
وتوضح د. نهاد أن “الهدوء الثوري”
هو تلك اللحظة الفاصلة التي يعيد فيها الإنسان قراءة ذاته ويحدّد ملامح طريقه القادم وأي الأبواب سيغلقها بلا رجعة.
وفي رؤيتها فإن هذا الصمت العميق هو الشرارة الأولى لكل ثورة داخلية حقيقية تقود إلى تحوّل جذري في الحياة
ذاك الصمت الواعي – كما تصفه – الذي يعيد تمركز الذات ويمنح الرؤية وضوحًا للسير بثبات نحو الطريق المختار
لكن بشرط ألا يكون هروبًا بل
صمتٌ لا يهادن ولا يساوم
لا يجامل ولا يساير
وبعد أن تحدثت د. نهاد عن فوائده النفسية العديدة :
٠ صفاء الذهن: عندما تهدأ ترى الأمور بوضوح
٠ صحة نفسية أقوى: تقليل التوتر والقلق
٠ صحة جسدية أفضل : وقاية من الأمراض المزمنة
٠ قرارات أعقل: فأنت لا تتصرّف كردود أفعال بل من عمق
٠ تواصل أصدق: تستمع أكثر مما تتكلم فتفهم ما وراء الكلمات
٠ حماية من جروح اللسان: فكم من كلمة أطلقها اللسان في لحظة ألم .. فجرحت عمرًا كاملًا
ومن خلال مبادرتها " بصمة نهاد "
تسعى د. نهاد عياد إلى تمكين الأفراد نفسيًا وفكريًا ومساعدتهم على التحرر من العلاقات المؤذية واستعادة السلام الداخلي
مؤكدة أن الوعي بالذات هو الخطوة الأولى نحو التعافي وأن الصمت الواعي قد يكون أبلغ وأقوى من آلاف الكلمات
كما لها مقولة معروفة في هذا الصدد
" أخطر الثورات لا تبدأ بالصراخ .. بل بالصمت"
وتسترسل د. نهاد في بصمة الهدوء الثوري مقدمةً طرقًا عملية تساعد القارئ على استخدام هذا الصمت كسلاح قوة
فليس المطلوب أن تكون باردًا ولا أن تتجاهل مشاعرك لكن أن تتعلّم كيف “تتوقف” وتلتقط أنفاسك قبل أن ترد وأنت لست أنت
فالهدوء الثوري يبدأ بثانية وعي واحدة تسبق الكلمة والنظرة والقرار
هو لا يُرتجل .. بل يُستدعى ويُغذّى ويُحمى
وله ثلاث محطات أساسية :
أولًا: في المواقف المفاجئة .. كيف تتصرف؟
٠ ذكر الله
٠ التنفس بوعي ( تمارين التنفس )
٠ أن تخرج برأسك من قلب الحدث
٠ أن تراقب مراكز التوتر في جسدك وتتلاشاها
ثانيًا: كيف تجعل من الهدوء أسلوب حياة؟
٠ لحظة عبادة صادقة
٠ اصنع زاويتك الآمنه
مصحف ، شمعة ، وردة
أو حتي الجلوس قرب نافذة هادئة تراقب الشروق أو الغروب
٠ مساحة رضا واطمئنان تهفو إليها حين تثق أن ما كان لك سيأتي وما فاتك لم يكن لك
٠ كتابة بلا قيود
٠ إغلاق الهاتف أو إنهاء الحديث وسط جدال محتدم
٠ تأجيل الرد على رسالة استفزازية
٠ أو حتي النظر إلى العدو بمنظور مختلف ترى فيه فضله عليك بإصرارك على النجاح
تلك اللحظات التي يظنها البعض انسحابًا، بينما هي في الحقيقة إعادة تموضع للقوة
ثالثًا: كيف تصون هدوءك من الاستنزاف؟
٠ فلترة المحفزات
٠ العزلة القصيرة
٠ تغذية العقل بما يسكنه
فإن تركته فارغاً أصابك بالتشتت
٠ اختر دائرتك بعناية
كن مع من يمنحك السكينة لا القلقً
ليس كل طارق يُفتح له الباب
٠ تسجيل الانتصارات مهما بدت صغيرة
٠ التخطيط للنفس برحمة وشفقة
٠ وأخيراً ألا تنساق لأي معركة مهما بدا الصوت عاليًا فهناك من ينتظر منك كلمة حتى يجرّك إلى ما لا يليق بك.
وكما طرحت من خلال “مسابقة بصمة قارئ” التي نالت رواجًا واسعًا تساؤلًا تفاعليًا حول
“ما هو اللون الذي يعبر عن " هدوئك الثوري ؟
حيث اختار كل متابع لونًه المفضل
بمدلول نفسي مختلف مما فتح بابًا أوسع أمام القرّاء ليعبّر كل منهم عن هدوئه الداخلي بطريقته الخاصة
وعادت لتؤكد أن الهدوء الثوري لا يعني السكوت على الظلم ولا التواطؤ مع الباطل ولا الحياد في وجه الإساءة
بل هو صمت للعودة إلى الحق .. لا للهروب منه هو ذاك الصمت الذي اختار ألا يُهادن ولا يُساوم على ذاته
ولا يُجامل على حساب قناعاته ولا يُساير واقعًا لا يُشبهه
وتختم د. نهاد قائلة
الصمتُ قوّة .. حين يكون للتأمّل لا للتخاذل
الهدوء ثورة .. حين يكون لاستعادة الوعي لا لكبت الحقيقة
لا تفسر قلّة كلماتك بغيابك .. بل بعمق حضورك
فأنت لا تصمت هربًا من الواقع .. بل لتعود إليه أكثر نضجًا
واختتمت بمقولتها الشهيرةً
" ليس كل هادئ غائب .. فهناك من ينجز في صمت ويترك أثرًا يُشعَر لا يُشرَح "
للدخول لحسابات الدكتورة نهاد علي مواقع التواصل الإجتماعي ومتابعة اخر الاخبار إضـغـط هــنــا
تابعنا علي وسائل التواصل الاجتماعي