Ticker

6/random/ticker-posts

روشتة استراتيجية لرفع مستوى الصمود المؤسسي في مصر (Resilience)

 

بقلم: د. شريف بدوي – استشاري أول في استمرارية الأعمال والمخاطر وإدارة الأزمات


يقول تشيرشل لاتدع الأزمات الجيدة تذهب سدي

وهنا قد يتسأل البعض بدهشة هل يوجد أزمة جيدة؟؟

الإجابة غي بالطبع ففي كل أزمة توجد فرصة لا بد ان نستفاد منها حيث ان العالم الآن لا ينتظر إذا كانت ستحدث أزمات ام لا ولكن الأهم هو متي ستحدث وكيف نستعد لها؟

ولأن مصر تمضي في طريق بناء الجمهورية الجديدة، فإننا بحاجة ملحّة إلى إدراج “الصمود المؤسسي” كأحد أعمدة هذه الجمهورية، لا سيما في ظل تحديات عالمية من حروب ومشاكل اقتصادي وتوترات جيوسياسية .


ولذلك، أطرح بعض توصيات ، تُشكل نواة مشروع وطني لرفع قدرة الدولة على مواجهة الأزمات ، وتحويل كل جهة حكومية إلى كيان قادر على الصمود والاستجابة والشفافية مثل ما تم في العديد من المؤسسات الحكومية في العديد من الدول



الخطوة الأولي هو إنشاء لجنة وطنية عليا تُدير الصمود المؤسسي تتبع رئاسة الجمهورية أو رئيس مجلس الوزراء، تُشرف على ربط جميع الجهات الحكومية بوحدات فعّالة لاستمرارية الأعمال وإدارة الأزمات ولابد ان تعمل على مدار الساعة، مدعومة بمنصات رقمية وخبرات بشرية، لضمان التدخل السريع والسيطرة على الأزمة منذ الساعه الأولي .

ثانيًا: يجب التعميم علي جميع الجهات الرسمية بضرورة وضع خطة اتصال إعلامي فوري تُفعل بمجرد وقوع الأزمة. حيث ان الصمت المؤسسي لم يعد مقبولًا في زمن المعلومة الفورية ويجب توفير التدريب الكافي للمتحدثين الرسميين ووضع سيناريوهات متعدده يتم التدريب عليها


ثالثًا: التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي عن طريق إنشاء وحدة مركزية متخصصة، مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، ترصد التفاعلات الرقمية لحظة بلحظة، وتكشف مصدر الشائعة، وتقيس مدى انتشارها، وتقدم الرد المدروس بشكل لحظي. هذه الوحدة يجب أن تكون جزءًا من منظومة إدارة الأزمات وليس مجرد رد فعل لاحق.


رابعًا:إنشاء هيئة وطنية مستقلة لقياس الجاهزية والشفافية وظيفتها فقط هي قياس مدى جاهزية المؤسسات الحكومية للتعامل مع الأزمات، وتقييم استجابتها الإعلامية والفنية، تمامًا كما تفعل هيئة “قياس” في السعودية. هذه الهيئة تصدر تقارير ربع سنوية، تعرض مؤشرات حقيقية عن أداء كل جهة، وتكون بمثابة مرآة شفافة للدولة والمجتمع

بالطبع هناك العديد من الأفكار التي يمكن تطبيقها ولكن البداية هو إنشاء او اعادة تفعيل لجنة وطنية علي مستوي الدولة لإدارة الحوكمة والصمود وتقييم المخاطر ووضع حلول وخطط وسيناريوهات