في لقاء خاص مع المحاضر القانوني محمد القاضي، تحدثنا معه عن رؤيته لمجلس النواب الحالي، ودور النظام الانتخابي الجديد في رسم ملامح الحياة السياسية بمصر. الحوار حمل الكثير من التفاصيل، وأضاء على نقاط القوة والتحديات معًا.
كيف ترى مجلس النواب في صورته الحالية؟
القاضي: "مجلس النواب اليوم مختلف تمامًا عما كان عليه في العقود الماضية. نحن أمام مؤسسة أكثر تنوعًا وثراءً، تضم وجوهًا جديدة من الشباب والمرأة، بجانب أصحاب الخبرة. المجلس لم يعد مجرد قاعة للتشريع، بل صار ساحة حقيقية للنقاش، وصوتًا للمجتمع داخل الدولة."
هناك من يقول إن المجلس ما زال يواجه تحديات؟
القاضي: "بالتأكيد، لا توجد تجربة ديمقراطية كاملة بلا تحديات. قد نرى بعض الملاحظات مثل استمرار تأثير المال في بعض الدوائر، أو افتقاد بعض النواب للخبرة الفنية في ملفات معقدة. لكن الأهم أن هذه العيوب لا تحجب الصورة الكلية: نحن أمام مجلس يتحرك إلى الأمام، يمارس دوره الرقابي بجرأة، ويعبر بدرجة كبيرة عن التنوع المصري."
وما تقييمك للنظام الانتخابي الحالي؟
القاضي: "النظام الانتخابي القائم الذي يجمع بين الفردي والقائمة هو من أبرز إنجازات الجمهورية الجديدة. فهو يحقق توازنًا مهمًا: من ناحية يعطي الناخب فرصة لاختيار مرشحه الفردي الذي يعرفه في دائرته، ومن ناحية أخرى يضمن وجود أحزاب وقوى سياسية لها ثقل داخل المجلس. هذه الصيغة أوجدت برلمانًا أكثر شمولًا وعدالة."
البعض يرى أن النظام الانتخابي مجرد إجراء شكلي، ما تعليقك؟
القاضي: "لا، بل هو أبعد من ذلك. هذا النظام كان أداة لإعادة رسم الخريطة السياسية. لأول مرة نرى تمثيلًا غير مسبوق للمرأة، وللشباب، ولذوي الهمم، بل وحتى للمصريين بالخارج. البرلمان أصبح مرآة حقيقية للمجتمع بكل فئاته، وهذه نقلة نوعية بكل المقاييس."
ماذا عن نزاهة الانتخابات؟
القاضي: "ما يميز المرحلة الأخيرة هو إشراف الهيئة الوطنية للانتخابات على العملية كاملة. هذا أضفى شفافية ومصداقية كبيرة، سواء أمام المواطن المصري أو أمام العالم. الناخب اليوم يشعر أن صوته له قيمة، وأن النتيجة تعكس إرادة حقيقية، وهذه نقطة جوهرية في بناء الثقة."
في النهاية، كيف تلخص لنا صورة مجلس النواب في ظل الجمهورية الجديدة؟
القاضي: "أستطيع أن أقول إن مجلس النواب الحالي هو عنوان لمرحلة سياسية مختلفة. صحيح هناك ملاحظات وتحديات، لكن المميزات تفوقها بكثير. نحن أمام مجلس يعكس إرادة الشعب، ونظام انتخابي يعزز العدالة والشفافية، وتجربة برلمانية تليق بما نسميه الجمهورية الجديدة."
تابعنا علي وسائل التواصل الاجتماعي